الجمعة، 27 أغسطس 2010

من وصايا الإمام علي بن أبي طالب

مع الله في رمضان (17)

مقال اليوم تكتبه: د/ إحسان أحمد يحيى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهوعلى كل شيئ قدير وإليه المصير .


اليوم أنقل لكم وصايا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لإبنه، و أذكر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم "أنا مدينة العلم و علي بابها" صدقت يا حبيبي يا رسول الله

" يا بني.. أوصيك بتقوى الله في الغيب والشهادة والرضى عن الله عزّ وجل في الشدة والرخاء. يا بني، ما شر بعده الجنة بشر، ولا خير بعده النار بخير، وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية. اعلم يا بني أنه من عيب نفسه شغل عن عيب غيره، ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته، ومن سل سيف البغي قُتل به، ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيها، ومن هتك حجاب أخيه انكشفت عورات بنيه، ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره، ومن كابر من الأمور عطب، ومن اقتحم البحر غرق، ومن أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن سفه عليهم شتم، ومن سلك مسالك الشر اتهم، ومن خالط الأشرار حقر، ومن جالس الفقهاء وقر، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار.


يا بني، من نظر في عيوب الناس ورضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه، ومن تفطن اعتبر، ومن اعتبر اعتزل، ومن اعتزل سلم، ومن ترك الحسد كان له المحبة من الناس. يا بني، عز المؤمن غناؤه عن الناس، والقناعة مال لا ينفد، ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه، والعجب ممن خاف العقاب فلم يكف، ورجا الثواب فلم يعمل، والذكر نور، والغفلة ظلمة، والجهالة ضلالة، والسعيد من وعظ بغيره، والأدب خير ميراث، وحسن الخلق خير قرين.


يا بني، ليس مع قطيعة الرحم نماء، ولا مع الفجور غناء. يا بني، العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله تعالى، وواحدة في ترك مجالسة السفهاء، ومن تزين بمعاصي الله في المجلس أورثه الله ذلا، ومن طلب العلم علم. يا بني، رأس العلم الرفق، وآفته الخرق، ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب، العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى.


يا بني، كثرة الزيارة تورث الملالة، الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم، إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله. يا بني، كم من نظرة جلبت حسرة، وكم من كلمة سلبت نعمة، لا شرف أعلى من الإسلام، ولا كرم أعز من التقوى، ولا معقل أعز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية، ولا مال أذهب للفاقة من الرضى، ومن اقتصر على لقمة الكفاف فقد تعجل الراحة وتبوأ أحسن الدعة، والحسد مفتاح التعب ومطية النصب وداعٍ إلى التقحُّم في الذنوب، والشره داعٍ إلى مساوئ العيوب، وكفاك أدباً لنفسك ما كهرته لغيرك، لأخيك المؤمن عليك مثل الذي لك عليه، ومن تعرض للأمور بغير نظر في العواقب فقد تعرض لفادحات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك الندم، من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ، الصبر جنة من الفاقة، البخل جلباب المسكنة، الحرص علامة الفقر، وصول معدم خير من جاف متكبر، ولكل شيء قوت وابن آدم قوت الموت.


يا بني، لا تؤيس مذنبا، فكم عاكف على ذنبه ختم له بالخير، وكم من مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره، ومن تحرى القصد خفت عليه الأمور، في خلاف النفس رشدها، الساعات تنقص الأعمار، ربك للباغين من أحكم الحاكمين، وعالم بضمائر المضمرين، بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد، في كل جرعة شرق، ومع كل لقمة غصص، لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، ما أقرب الراحة من التعب، طوبى لمن أخلص لله علمه وعمله، وحبه وبغضه، وكلامه وصمته، وبخ بخ لعالم علم فكف، وعمل فجد، وخاف البينات فأعد واستعد، إن سئل أفصح، وإن ترك صمت، كلامه صواب وسكوته غير عي عن الجواب، والويل كل الويل لمن بلي بحرمان وخذلان وعصيان، واستحسن لنفسه ما يكرهه الناس له، ويزري على الناس بمثل ما يأتي، من لانت كلمته وجبت محبته، من لم يكن له سخاء ولا حياء فالموت أولى به من الحياة، لا تتم مروءة الرجل حتى لا يبالي أي ثوب لبس ولا أي طعام أكل"

و هنا تنتهي كلمات الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه –اللهم إجعلنا ممن يتعلمون فيعملون.

"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، و هب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب"

اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد"

و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

* كانت رسالة اليوم فى سلسلة "مع الله فى رمضان " وغداً نكمل البقية إن كان فى العمر بقية (إن شاء الله)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق