السبت، 14 أغسطس 2010

الذين هم في صلاتهم خاشعون

مع الله في رمضان (4)
الذين هم في صلاتهم خاشعون
مقال اليوم تكتبه: إحسان أحمد يحيى عثمان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهوعلى كل شيئ قدير وإليه المصير .


تحدثنا سابقا عن الإستعانة بالصبر و الصلاة، و كيف أن الصبر و المداومة على الصلة و الصلاة من الأمور الثقيلة على النفس البشرية إلا الخاشعين كما اخبرنا ربنا جل و علا : "و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين"


اليوم نتحدث عن معنى الخشوع، و نحن نعيش في رحاب الأية الكريمة :


(قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)


قال ابن تيمية رحمه الله: الخشوع يتضمن معنيين: أحدهما: التواضع و الذل، و الثاني: السكون و الإطمئنان، و ذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله، و طمأنينته ايضا.


و يقول ايضا عن هذه الأية: (الذين هم في صلاتهم خاشعون) تستشعر قلوبهم رهبة الموقف في الصلاة بين يدي الله، فتسكن و تخشع، فيسري الخشوع فيها إلي الجوارح و الملامح و الحركات، و يغشى أرواحهم جلال الله في حضرته، فتختفي من أذهانهم جميع الشواغل، و لا تشتغل بسواه.


الخشوع روح الصلاة: فإن فقدته كانت ميتة لا روح فيها، أشبه بتمارين رياضية منها إلي كونها عبادة نؤديها لرب العالمين كما اخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم "كم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب و النصب"


الخشوع خشوع القلب: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، و من قلب لا يخشع، و من نفس لا تشبع، و من دعوة لا يستجاب لها"


الخشوع الخاطئ: بعض الناس ظنوا أن الخشوع هو طأطأة الرأس، و التباطئ بالمشي و خفض الصوت، و نسوا أن الخشوع خشوع القلب، و هنا نجد الفاروق عمر يصحح لأحد هؤلاء هذا الفهم الخاطئ و السلوك المعوج، و ذلك لما رأى رجلا يطأطئ رقبته في الصلاة فقال له: "يا صاحب الرقبة، إرفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلب".


الصلاة الخاشعة:


إن الصلاة الكاملة في خشوعها و خضوعها لله تنير القلب و تهذب النفس، و تعلمنا آداب العبودية، بما تغرسه في قلوبنا من جلال الله و عظمته، و توجهنا إلي ربنا تقدست اسمائه و تعالت عظمته، فنكثر مراقبة أنفسنا و تملأ قلوبنا خشية الله، فتعلو بذلك همتنا، و تزكو أنفسنا.


يقول أحد الصالحين: يحتاج المصلي إلي أربع خصال لترفع صلاته: حضور القلب، و شهود العقل، و خضوع الجوارح، و خشوع الأركان.


فمن صلى بلا حضور قلب فهو مصل لاه.


فمن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساه.


فمن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل جاف.


فمن صلى بلا خشوع الأركان فهو مصل خاطئ.


فمن صلى بهؤلاء فهو مصل تام.


جعلنا الله في صلاتنا خاشعين، و في مناجاتنا لربنا صادقين، حتى نكون من هؤلاء المؤمنين: (الذين هم في صلاتهم خاشعون)

"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، و هب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب"

اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد"

و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

* أخوتى فى الله هذه كانت رسالة اليوم فى سلسلة "مع الله فى رمضان " وغداً نكمل البقية إن كان فى العمر بقية (إن شاء الله)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق