السبت، 7 أغسطس 2010

إني أحب الله

مقال اليوم تكتبه: إحسان أحمد يحيى عثمان

.... نعم إني أحب الله، بعد أن كتبت خواطري بالأمس عن التساؤل " هل تحب الله" و عبرت عن مشاعري المضطربة بأنني لا أدري لأنني لا أجدني مثل مؤمنون و مؤمنات يعيشون مع الله كل لحظة من لحظات حياتهم اليومية، فلا يأخرون صلاة، و يشتاقون لقيام الليل، و تلهج السنتهم بذكر الله في كل وقت وحين....

هداني الله سبحانه و تعالى لأفهم و أدرك أنني لا يجب أن أصور الحب لله بشكل محدد و وجدتني أقول بكل صدق و ثقة و إيمان: نعم أني أحب الله



وصلني ذلك الفهم بعد حدوث شيئين، ساخبركم بهما فيما يلي:

أولا: بعد أن قرأ زوجي ما كتبت قال لي زوجتي الحبيبة إن هناك خطأ في مفهومك، فقد تكلمت عن مظاهر الحب عند بعض الصالحين، في حين أن الحب ليس له مظهرا أو مظاهر محددة، فمظاهر الحب تختلف من حين لأخر، فعلى سبيل المثال الطفل يحب أمه، و مع ذلك أحيانا كثيرة يفعل ما لا ترضى عنه، و ذلك لا ينفي حقيقة حبه لها، و بالمثل الأباء يحبون أبنائهم و مع ذلك قد يتخذون قررات تخصهم لا يرضاها الأبناء.... إن إضطراب المشاعر أو فعلنا لسلوك معين لا ينفي الحب أو يثبته.

و أضاف زوجي بعد ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا "أحبُّوا الله لما يغذوكم به"*

*رواه الترمذيُّ والحاكم، وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، " لما يغذوكم " أي : يرزقكم به".



ثانيا: أثناء قرأة القرآن هذا الصباح مسني قول الله تعالى بسورة الحجرات "ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم"

و وجدتني أشعر بحب الله يملأني و أقول بكل جوارحي إني أحب الله سبحانه و تعالى الذي حبب إلينا الإيمان و تذكرت قوله تعالى " و لا يرضى لعباده الكفر"، و تذكرت أيضا الحديث القدسيِّ حيث يقول الله تعالى: "…ومن تقرَّب منِّي شبراً تقرَّبتُ منه ذراعا، ومن تقرَّب مني ذراعاً تقرَّبت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقِراب الأرض خطيئةً لا يشرك بي شيئاً لقيتُه بمثلها مغفرة"*

*رواه البخاريُّ ومسلم.



فإلهٌ يحبب إلينا الإيمان، و يسعى إلينا وهو الغنيُّ عنَّا، يستجيب دعوانا و يغفر خطايانا إنه الله سبحانه و تعالى "ليس كمثله شيء و هو السميع العليم"
أحمدك ربِّي ما أرحمك بعبادك.


" اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هدينتا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت التواب"



اللهم صل على محمد و على أل محمد، كما صليت على إبراهيم و على أل إبراهيم



و بارك على محمد و على أل محمد كما باركت على إبراهيم و على أل إبراهيم



في العالمين إنك حميد مجيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق