الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

"مع الله في رمضان"

مقال اليوم يكتبه: أحمد يحيى عبد الفتاح مهران
" مع الله فى رمضان " 1
فى حب الله – وفى حب رسول الله – وفى حب كل عمل يقربنا إلى الله - كونوا معنا فى رمضان - خواطر إيمانية يومية فى حب الله ورسوله .           " لا تؤمنوا حتى يكون الله ورسوله أحب إليكم مما سواهما "


"يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من فبلكم لعلكم تتقون "


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهوعلى كل شيئ قدير وإليه المصير .

أشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها صلى الله عليك يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم .
ثم أما بعد :
فى حب الله طاعته وفى حب رسول الله أتباع سنته – " قل إن كنتم تحبون الله فأتعبعونى يحببكم الله "
ويقول ربنا فى الحديث القدسى : " وعزتى وجلالى لوسلكوا إلىَ كل طريق واستفتحوا عليَ كل باب ما فتحت لهم حتى يأتىوا خلفك يا محمد "
الله – يقول سبحانه "إن الله وملائكته يصلون على النبى " يصلون فعل مضارع يفيد الاستمرار فى حياته وبعد مماته وحتى يوم القيامة صلاة دائمة " فيا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " – والصلاة من الله رحمة , والصلاة من الملائكة أستغفار , والصلاة من البشر دعاء ومناجاه .
* رمضان أقبل , رمضان أقبل أهكذا الأيام تمر سريعاً والله وكأن رمضان الماضى لم يمر يمضى عليه إلا أيام قليلة , هكذا الايام لا تبقى عزيزاً , فغدى سيصبح أمسى وأمسى لن يصير غدى .
* "رمضان " رمضان خمسة أحرف (ر) من رمضان رحمة , (م) من رمضان مغفرة , و(ض) من رمضان ضمان للجنة ,(أ) من رمضان أمان من النار ,(ن) من رمضان نور من الحليم القهار .
شهر الصيام شهر القيام شهر قراءة القرآن شهر الرحمات شهر البركات شهر الخيرات .
يقول الحق :"يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
إيمان , وصيام , وتقوى : لماذا جمع الله بين هذه الثلاثة قضايا فى أية واحده ؟.
* الإيمان
- لم يقل ربنا يا ايها الناس ولم يوجه خطابه للعالمين وإنما قال يا أيها الذين أمنوا ذلك لأن الايمان محله القلب ألم يقل الحق "أولئك الذين كتب فى قلوبهم الإيمان " "ولكن الله حبب إليهم الإيمان وزينه فى قلوبهم " فلما كان الايمان محله القلب إذن فهو سر بين العبد وربه لا يعلمه إلا الله , ليس الإيمان بالتمنى ولا بالتبنى ولكن الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل .
- ألم تسمع قول الحق فى الحديث القدسى ( لقد خلقت أناس ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر ) كان المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يقول لبنى أسرائيل لا تأتونى تلبسون ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الذئاب الضوارى ولكن ألبسوا ثياب الملوك ألينوا قلوبكم بخشية الله , فالإيمان محله القلب فهو سر لا يعلمه إلا الله .
الصيام *
- ألم تسمع قوله سبحانه ( كل عمل أبن أدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به ) فالصيام عباده سرية بين العبد وربه لا يطلع عليها إلا علام الغيوب
الله يعلم كل ما تضمره **** يعلم ما تخفيه وما تظهره

فمن يعلم حقيقة صيام من يدعى أنه صائم فلربما يخلوا بنفسه ويأكل ويشرب فمن يعلم حقيقة أمره إلا الله إذن فالصيام سر بين العبد وبين ربه .
التقوى *
- هى أيضا سر بين العبد وربه ( الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والأستعداد ليوم الرحيل )
التقوى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , والتقوى محلها القلب , لما سئل االنبى صلى الله عليه وسلم عن التقوى أشار إلى قلبه وقال ثلاثة التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا إذن فالتقوى سر محله القلب ولا يعلم ما فى القلوب إلا علام الغيوب فهى سر بين العبد وربه .
فلما كان الإيمان السر والصيام سر والتقوى سر جمع الله بين هذه الأسرار الثلاثة فى أيه واحدة .
* الصيام طهارة للنفس وشفاء للجسد ووقاية من الشرور , الصيام شفيع لصاحبه يوم القيامة – أسمع معى قول الحبيب المصطفى " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فيقول الصيام أن ربي منعته الأكل بالنهار فشفعنى فيه ويقول القرآن أن ربى منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيشفعان له "
صيام ,وقيام , قرآن وصلاة هكذا ينبعى أن يكون رمضان , كان صاحبة رسول الله يعكفون على قراءة القرآن وختامه مرات متعدة فى رمضان ( اللهم أجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا )
- يقول سيد الخلق محمد :" من حفظ ولده القرآن ألبسه الله يوم القيامة تاج الوقار أقل ياقوتاً فيه خير من الدنيا وما فيها "
- ولذلك يقول الرسول الكريم أن الابيت الذى يقرء فيه القرآن تنصب فوقه خيمة من النور تهتدى بها الملائكة الهابطة من السماء حتى إذا ما مات صاحب القرآن رفعت هذه الخيمة فتسأل الملائكة أين الخيمة فيقال أن صاحب القرآن قد مات , فيصعد القرآن إلى السماء ويقول يا رب إن صاحبى قد مات وأريد الشفاعة فيه فيقبل الله شفاعته , فينزل القرآن ويتمثل فى صورة طيبة فيوضع بين الجسد والكفن , حتى إذا ما جائه الملكان للسؤال من ربك وما دين وماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيكم فيأتى له القرآن وقد تمثل فى صورة ملك ويقول له لا عليك منهما فإنى سألت ربى ان يشفعنى فيك فشفعنى فيك , ويقال لصاحب القرآن أقرأ ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فكلنا قرأ أيه صعد فى الجنة درجة .
* ومن أداب الصيام فى سنة رسول الله أنه كان يعجل الفطر ويؤخر السحور .
يقول مولانا فى الحديث القدسى " أحب عبادى إلىً أعجلهم فطراً"
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفطر على وتر من تمر أو قليل من الماء أو اللبن، و كان إذا أكل أو شرب شيئا يقول اللهم بارك لنا فيه و زدنا خيرا منه إلا اللبن فكان يقول اللهم بارك لنا فيه و زدنا منه
* أخوتى فى الله هذه كانت رسالة اليوم فى سلسلة "مع الله فى رمضان " وغداً نكمل البقية إن كان فى العمر بقية (إن شاء الله)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم وأخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

(رحم الله شيخنا الجليل عبد الحميد كشك)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق