الجمعة، 15 يونيو 2012

جولة الإعادة للإنتخابات الرئاسية، و وجه أخر للحب!!


 بقلم: د/ إحسان يحيى - مدير مركز القاهرة للإعلام و التنمية الثقافية
المرحلة الأولى للإنتخابات الرئاسية كان فيها إختيارات متعددة، و كان كل مجموعة من الأصدقاء أو الرفقاء متفقون على شخص أو أشخاص لهم نفس السمات، و كانت هناك أحلام و آمال.... و ظهرت النتيجة بوصول أثنان من المرشحين لجولة الإعادة لا يتجاوز أحدهما نسبة ال24% و حصل باقي المرشحين مجتمعين على حوالي 50%، و هؤلاء الخمسون بالمائة و تحديدا الأربعون بالمائة الذين أختاروا مرشحين ثوريين، هم من وقعوا في معضلة الإختيار الصعب.
و بعيدا عن الإختيار ظهر وجه أخر للحب بين هؤلاء المتشابهون...
قد كنت ممن ثاروا، و طالبوا بإسقاط النظام، و لي صديقة غالية، و رفيقة أمينة ناصحة، فرحت بالثورة، و ضمدت عيون المصابين في أحداث شارع محمد محمود... أنا و صديقتي من الأربعون بالمائة، فلم يختار أي منا أي من مرشحي الإعادة في الجولة الأولى... أما الأن فقد أختار كل منا مرشح مختلف، ليس رغبة في ذلك المرشح و لكن هناك إختلاف نسبي في تقديرنا لأي منهما أقل مرارة من الأخر...
... نلتقي على مواقع التواصل الإجتماعي فنعلم من كلمات كل منا إختلاف إختياراتنا.... ثم نلتقي وجها لوجه، فنسلم على بعضنا و نتحدث في أمور مختلفة و نتجنب الحديث عن الإنتخابات بألسنتنا، و لكن تنظر كلانا للأخرى نظرة مليئة بالحب، نظرة تقول صديقتي، حبيبتي أنت إخترت الشخص الخطأ... و لكن كلمات العيون لا تخرج من اللسان، ربما لأن كلينا ليست واثقة تماما من إختيارها، و ربما لأننا نعلم أننا إذا تناقشنا و ذكرت كل منا مساوئ المرشح التي أختارته الأخر سنتفق على تلك المساوئ.... فنحن لم نختار أي منهم عن إقتناع عميق به، لكننا أخترناه لأن كل منا تراه أقل سؤا من الأخر.
الشيء المؤكد أنا كلانا تحب هذا الوطن، و ترى الأخرى رفيقتها في الوطن، و رغم أي خلاف تدوم بيننا المحبة.