الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

صندوق الإنتخابات

منذ قليل على شريط الأخبار بإحدى القنوات قرأت خبر القبض على ربة منزل استخدمت الرقم القومي لشقيقتها للتصويت في الإنتخابات.
عادت بي الذاكرة لأول مرة أذهب للتصويت في الإنتخابات لا أتذكر التاريخ جيدا وكانت إنتخابات رئاسية أو بمعنى أدق استفتاء رئاسي لإستمرار مبارك في الحكم، و كان كل ما علي أن أختار نعم أو لا...
في ذلك اليوم و كنا حديثي العهد بالرقم القومي كان والدي رحمه الله مريضا في ذلك الوقت و كان يخفي إحباطه و إكتئابه من أحوال مصر عن أعيننا، لكنه قال لي "الإنتخابات الأن بالبطاقة، خذي بطاقتي و بطاقتك و إذهبي للجنة الإنتخاب و اسألي إن كان بالإمكان أن تصوتي لي، و أختاري لا"
و ذهبت إلي لجنة الإنتخاب التي كانت فارغة تماما لا يوجد بها سوى شخص واحد لم أعلم ما صفته و صندوق فارغ و أوراق التصويت، و سألته هل من الممكن أن أقوم بالتصويت لوالدي لأنه مريض و لا يستطيع النزول و معي بطاقته فرد على نعم لا مانع تفضلي و أعطاني ورقتين للتصويت، و لم يكن هناك ساتر و كان يرى إختياري، و بعد أن أخترت لا بالورقتين و وضعتهما بالصندوق التفت إليه فوجدته ينظر إلي نظرة سخرية و غضب في آن واحد.
و عدت لبيتي و أخبرت والدي أنه سمح لي بالتصويت له و أنني أخترت لا ، و لم أخبر والدي عن نظرة تلك الرجل، و كان والدي سعيدا، سعادة لم أفهمها حينها.... الآن أفهم أنه كان لديه أمل في صندوق الإنتخاب.
كما أتفهم أيضا الإحباط الذي كان يعانيه و يحاول أن يخفيه عنا...
لقد توفي والدي عام 2008 و هو في الثانية و الستين من عمره، و إنني حقا أتساءل هل النظام السابق قتل الناس فقط بالرصاص و السجن و التعذيب، أ و ليس آلاف الناس الذين تحطمت ثقتهم و تدمرت أحلامهم في هذا الوطن هم أيضا ضحايا هذا النظام!!

و أتساءل الآن ، هل ذهاب الناس للإنتخابات البرلمانية و أملهم بالأمن و الإستقرار للوطن يشبه هذا الأمل الذي كان في عيون والدي قبل أن تحطمه النتائج، أم أن النتائج ستكون لصالح الشعب و الوطن؟؟
سؤال حائر لن تجيبه إلا الأيام و السنوات القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق